عندما تصبح المادةُ إلهاً.. وتُباع الكرامةُ في سوق النفاق

بقلم /رامي الكفراوي
ما حدث ليس مجرد سخرية من شاب مهندس محترم، بل هو انعكاس لمأساة مجتمع يبيع قيمه في سوق الماديات. أن ترفض عريساً لأن أباه “محاسب” وعربيته “موديل قديم”، هذه ليست مجرد سخافة، بل هي إعلان إفلاس أخلاقي.
الأم المنتقبة التي كان يفترض أن تكون قدوة في التقوى والأخلاق، تتحول إلى دلالة على تناقض مخيف: غطاء الرأس لا يغطي سواد القلب. والابنة التي تسخر من شاب طموح، تثبت أن التربية فقدت معناها لصالح “شقة وعربية”.
أين قيمنا؟
أين زمان كان الفتى يُقدر بأخلاقه وعلمه وإيمانه؟
أين وقت كانت البنت تفتخر بزوج طموح يبني مستقبله بعرق جبينه؟
لقد استبدلنا القيم بالماركات، والإيمان بالماركات، والإنسانية بالأسعار.
هذه القصة ليست عن عريس مرفوض، بل عن مجتمع يقبل أن يكون “قهوة العربية” معياراً للرجولة، بينما يتغافل عن شهادة المهندس وطموح الشاب وأخلاق الإنسان.

رسالة إلى كل شاب طموح:
لا تحزن على رفض الجاهلين.. فقيمتك ليست في سيارة ولا شقة، بل في علمك وأخلاقك وإيمانك. واعلم أن البنت التي ترفضك لأجل “عربية موديل 25″، هي نفسها التي ستبيع نفسها لأعلى مزايد عندما تفقد جمالها.
—
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.. وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
